بعد الفيتو الأمريكي .. العدو الصهيوني يأمر بعمليات إخلاء جديدة في خان يونس
الشريط الإخباري :
غزة/القاهرة: أمرت إسرائيل السكان بمغادرة وسط مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، السبت، وقصفت القطاع من الشمال إلى الجنوب، بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، لحماية حليفتها من مطلب بوقف إطلاق النار.
ومنذ انهيار الهدنة، مطلع الشهر الجاري، وسعت إسرائيل حملتها البرية في النصف الجنوبي من قطاع غزة باقتحام مدينة خان يونس الرئيسية. وفي الوقت نفسه، أعلن الجانبان عن تصاعد كبير في القتال بالشمال.
وقالت إسرائيل إن حملتها تحرز تقدماً. وذكرَ مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي أن القوات الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن سبعة آلاف مسلح من "حماس” حتى الآن، دون أن يوضح مصدر هذا التقدير.
كما قال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي للجنود: "إننا بحاجة إلى الضغط بقوة أكبر”.
زينب خليل: لا ننام بالليل، نحاول ننيّم الأطفال، نظل صاحيين من الخوف من قصف، فنضطر نركض ونحن نحمل الأطفال. وفي النهار تبدأ مأساة أخرى: كيف نطعم الأولاد؟
وتجاوز العدد الإجمالي الرسمي للشهداء في غزة، جراء الهجمات الإسرائيلية، والذي أحصتْه وزارة الصحة في القطاع، 17700، السبت، مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين، ويعتقد أنهم لقوا حتفهم تحت الأنقاض. وكانت الوزارة قالت، في وقت سابق، إن نحو 40 بالمئة من الشهداء أطفال دون سن 18 عاماً.
ونشر ناطق باسم إسرائيل يتحدث العربية خريطة على منصة "إكس” توضح ست مناطق تحمل أرقاماً في خان يونس طُلب من السكان إخلاؤها "بشكل عاجل”. وشملت الخريطة أجزاء من وسط المدينة لم تخضع لمثل هذه الأوامر من قبل.
وأصدرت إسرائيل تحذيرات مماثلة، الأسبوع الماضي، قبل اقتحام الأجزاء الشرقية من المدينة. وقال السكان إنهم يخشون أن تكون أوامر الإخلاء الجديدة إيذاناً بشن هجوم آخر.
وقالت زينب خليل (57 عاماً)، التي نزحت مع 30 من أقاربها وأصدقائها في خان يونس قرب شارع جلال، حيث أمرت القوات السكان بالمغادرة "قد تكون مسألة وقت قبل أن يقتحموا منطقتنا أيضاً. كنا نسمع القصف طوال الليل”.
وتابعت: "لا ننام بالليل، نظل صاحيين، نحاول ننيم الأطفال، نظل صاحيين من الخوف من قصف المكان، فنضطر نركض ونحن نحمل الأطفال. وفي النهار تبدأ مأساة أخرى وهي: كيف نطعم الأولاد؟”.
وفي وسط غزة قال سكان محليون إن الدبابات الإسرائيلية استأنفت قصف مخيمي البريج والمغازي للاجئين. وذكر مسؤولو صحة فلسطينيون أن سبعة فلسطينيين قتلوا في ضربة جوية إسرائيلية في البريج. ولم يتسن الحصول على تعقيب من الجيش الإسرائيلي على الفور.
ومع شحّ الإمدادات الغذائية والطبية أيضاً، قال مسؤول كبير في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنه يجري حالياً اختبار نظام جديد لإحضار المساعدات إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل، ما قد يسمح بزيادة الإمدادات. ولكن إسرائيل لم توافق بعد على فتح المعبر.
وأجبرت الحملة العسكرية الإسرائيلية الغالبية العظمى من سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على ترك منازلهم، ونزح العديد منهم عدة مرات. ومع احتدام القتال على امتداد القطاع، يقول السكان ووكالات الأمم المتحدة إنه لا يوجد الآن أي مكان آمن للجوء إليه، بينما تشكك إسرائيل في ذلك.
وفي خان يونس، وصلت جثث شهداء، وتدفق جرحى خلال الليل إلى مستشفى ناصر المكتظ.
وهرع مسعف من سيارة الإسعاف، وهو يحمل جسد طفلة ترتدي زياً وردي اللون. وفي الداخل، كان الأطفال الجرحى يبكون ويتلوون من الألم على الأرض، بينما تسارع طواقم التمريض إليهم لتهدئتهم. وفي الخارج كانت الجثث مصفوفة وملفوفة بأكفان بيضاء.
آلاف المفقودين في عداد الأموات
أظهرت لقطات حصلت عليها رويترز من داخل مستشفى يافا في دير البلح أضراراً جسيمة ناجمة عن غارة على مسجد مجاور. وأمكن رؤية أنقاض المسجد من خلال النوافذ المحطمة.
هرع مسعف وهو يحمل جسد طفلة ترتدي زياً وردي اللون. وفي الداخل، كان الأطفال الجرحى يبكون ويتلوون من الألم على الأرض. وفي الخارج كانت الجثث مصفوفة
واتهم عاملون بالقطاع الطبي في شمال غزة، حيث يدور بعض من أعنف المعارك، إسرائيل باستهداف المستشفيات وسيارات الإسعاف.
وقال أحد المسعفين العاملين بسيارات الإسعاف في حي الشجاعية بمدينة غزة لرويترز إن طواقم الإسعاف لا تتمكن في كثير من الأحيان من الاستجابة للمكالمات التي يتلقونها من الجرحى.
وأضاف المسعف، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "حاولنا من قبل، في الأيام الماضية، التوجه إلى هناك، وتعرّضت فرقنا لإطلاق نار إسرائيلي”.
وقال محمد صالحة، وهو مدير في مستشفى العودة، إن القوات الإسرائيلية حاصرت المستشفى لأيام بالدبابات، وأطلقت النار على الذين حاولوا الدخول أو الخروج. وأضاف أنهم قتلوا امرأة بالرصاص في الشارع وعاملاً في المستشفى كان يقف عند نافذة.
وقالت وزارة الصحة إن القوات الإسرائيلية قتلت بالرصاص اثنين من الطواقم الطبية داخل مستشفى كمال عدوان في شمال غزة أيضاً، السبت.
كما جاء في المؤتمر الصحفي اليومي للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة: "أقدمت قناصة الاحتلال التي تحاصر مستشفى العودة على قتل اثنين من الكوادر الصحية، واستشهد وجرح العديد من النساء الحوامل عند وصولهن للمستشفى للولادة”.
وأعلن مستشفى يافا في دير البلح، بوسط قطاع غزة، أنه توقف عن العمل، الجمعة، بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت به عندما قصفت إسرائيل مسجداً مجاوراً.
ونشرت عائلات في شمال القطاع رسائل على الإنترنت تناشد طواقم الطوارئ بالدخول إلى مدينة غزة.
ورداً على طلب للتعليق على الروايات الفلسطينية عن الهجمات على المنشآت الطبية، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش يتبع القانون الدولي ويتخذ "الاحتياطات الممكنة للتخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين”.
واتهم جيش الاحتلال "حماس” في السابق بالعمل من منشآت طبية، وهو ما تنفيه الحركة.
الفيتو الأمريكي يجعل واشنطن شريكة
في تصويت بالأمم المتحدة، الجمعة، أيّد 13 من أعضاء مجلس الأمن مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. واستخدمت واشنطن حق النقض (فيتو) ضد مشروع القرار، بينما امتنعت بريطانيا عن التصويت.
عبّر بنيامين نتنياهو عن تقديره لاستخدام واشنطن حق النقض مؤكداً مواصلة الحرب على "حماس”
وعبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، عن تقديره لاستخدام واشنطن حق النقض، وقال: "ستواصل إسرائيل حربنا العادلة للقضاء على حماس”.
وأطلقت إسرائيل حملتها للقضاء على حركة "حماس” بعد هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول على إسرائيل، ما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 آخرين، حسبما أعلنت إسرائيل.
وتقول إسرائيل إنها تحد من الأذى الذي يلحق بالمدنيين من خلال تزويدهم بخرائط توضح المناطق الآمنة، وتلقي باللوم على "حماس” في التسبّب في مقتل المدنيين من خلال الاختباء بينهم، وهو ما ينفيه مقاتلو "حماس”.
ويقول الفلسطينيون إن الحملة تحولت إلى حرب في إطار سياسة الأرض المحروقة للانتقام من جميع سكان القطاع.
وقالت واشنطن إنها طلبت من إسرائيل بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين في المرحلة القادمة من الحرب.
لكن واشنطن تواصل دعم إسرائيل في إصرارها على أن وقف إطلاق النار لن يفيد سوى "حماس”.
وقال نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة روبرت وود أمام مجلس الأمن: "لا نؤيد دعوة هذا القرار إلى وقف غير مستدام لإطلاق النار لن ينتج عنه سوى زرع بذور الحرب المقبلة”.
وندد عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة "حماس” باستخدام الولايات المتحدة حق النقض، ووصفه بأنه "لا إنساني”.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن استخدام حق النقض جعل الولايات المتحدة شريكة في جرائم الحرب الإسرائيلية.