لماذا أوقفت أمريكا تصدير الكلاب البوليسية لمصر والأردن؟
الشريط الإخباري :
الولايات المتحدة أن ترسل الكلاب البوليسية إلى الأردن ومصر، للمشاركة في مهام مكافحة الإرهاب؛ لكنها بدأت تعيد التفكير في هذه الخطوة بعدما لقيت هذه الحيوانات حتفها مرةً تلو الأخرى بسبب الإهمال، وفق تقرير نشره موقع ميدل إيست آي.
وتنوعت أسباب الوفاة ما بين: التسمم بالمبيدات الحشرية، والإصابة بسرطان الرئة وداء المرارة، والموت نتيجة التعرض للشمس الحارقة فترات طويلة دون رعاية ملائمة، ونتيجةً لذلك؛ أعلنت الولايات المتحدة أنها أوقفت إرسال الكلاب التي تشارك في عمليات مكافحة الإرهاب إلى مصر والأردن، بعد نفوق العديد من الحيوانات بسبب نقص الرعاية.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية للصحافيين يوم الاثنين: «إن وفاة أي كلب في ميدان العمليات، لهو حادث محزن للغاية، وسوف نتخذ كافة الإجراءات الممكنة لمنع حدوث ذلك في المستقبل»، وأضاف المتحدث الأمريكي: «تسهم الكلاب بدور حاسم في جهودنا الرامية لمكافحة الإرهاب في الخارج، وأيضًا في إنقاذ أرواح الأمريكيين».
ودفعت تقارير إعلامية عن سوء معاملة الكلاب في عام 2017م، مكتب المفتش العام في وزارة الخارجية الأمريكية إلى فتح تحقيق حول سلامة هذه الحيوانات، وخلصت النتائج إلى أن حوالي 135 كلبًا عانى من الإهمال.
تتنوع فصائل هذه الكلاب ما بين المالينو Malinois البلجيكية، والراعي Shepherds الألمانية، ولابرادور Labradors التي توجد في المملكة المتحدة، وكندا، والولايات المتحدة، وغيرها من الكلاب البوليسية التي ترسلها أمريكا إلى حوالي عشر دول؛ جزءًا من التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب.
وأوصى تقرير المفتش العام في وزارة الخارجية الأمريكية، الصادر في سبتمبر (أيلول)؛ بأن تتوقف الولايات المتحدة عن إرسال الكلاب إلى الأردن، وهي الدولة التي تستقبل أكبر عدد من الكلاب الأمريكية.
جاءت التوصية بعدما توفي كلب من جراء إصابته بضربة شمس أثناء مشاركته في مهمة على الحدود السورية، وكان مصير كلبٍ آخر هو «القتل الرحيم» عقب عودته من الأردن إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج من أحد الأمراض المنقولة بالقرَّاد (مرض ناجم عن العديد من الكائنات المُمرِضة، مثل: البكتيريا والفيروسات والطفيليات).
ووفقًا للتقرير الصادر في سبتمبر، أخبر طبيب بيطري مكتب المفتش العام بأن «الأضرار الناتجة عن التعرض للحرارة الشديدة؛ إنما هي حالات تنطوي على الإهمال والافتقار إلى الرعاية الملائمة، وليست مصادفة»، وأكد أن الكلاب التي تموت من ضربة الشمس «تعاني من موتٍ رهيب»، ومع ذلك، رفض مكتب الأمن الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، وهو الجهة المسؤولة عن البرنامج، الامتثال لتلك التوصيات.
وكشف تقرير جديد، صدر يوم الجمعة الماضي، أن كلبين اثنين توفِّيا في الأردن خلال شهري يونيو (حزيران)، وسبتمبر (أيلول) «لأسباب غير طبيعية»: أحدهما بسبب ضربة شمس، والآخر من جراء بسبب التسمم بالمبيدات الحشرية التي رشتها الشرطة الأردنية في مكان إيواء الكلب أو بالقرب منه، وأكد هذا التقرير أيضًا أن هذه الوفيات كان يمكن تجنبها (بمزيد من الاهتمام والرعاية).
وفي مصر، لقي ثلاثة من بين عشرة كلاب أمريكية حتفهم؛ أحدهم من جراء إصابته بسرطان الرئة، والثاني نتيجة إصابته بداء المرارة، والثالث بضربة شمس، وكرر التقرير الجديد توصيته للحكومة الأمريكية بعدم إرسال كلاب إلى الأردن، وأضاف مصر إلى القائمة السوداء هذه المرة.
وما كان من وزارة الخارجية الأمريكية إلا أن تمتثل للتوصيات الواردة في التقرير الجديد، وقال المسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية: «إننا نتفق مع توصيات مكتب المفتش العام بالتوقف مؤقتًا عن تزويد الأردن ومصر بالمزيد من الكلاب حتى تُنَفِّذَ الدولتان متطلباتنا لضمان صحة الكلاب وعافيتها».