رسالة إلى الشهيد كايد المفلح العبيدات
الشريط الإخباري :
محمد عبدالكريم الزيود
27-06-2019 01:44 AM
السلام على شهيد الحق ، أول الدم الأردني على تراب فلسطين ، أول الخطى نحو الشهادة والفداء ... السلام على شيخ كفرسوم وعلى
رفقائك الذين عبروا معك الشريعة؛ " وقالوا لو خضّت بنا البحر لخضناه معك " ..إنهم فتية عبقت أرواحهم من شمس الصباح ، وطافوا الحواكير أن حي على الجهاد ضد عدو غاصب أسمى من الحياة ، فصعدتم نحو المجد وأنتم تحملون أرواحكم على أكفكم، وتسابق شجاعتكم خيلكم نحو اللقاء ، فما كان مقصدكم إلا رضا الله ورفض ظلم المستعمر ، وكانت شهامتكم ومروءتكم لا ترضى الصمت والخنوع والسكوت عندما يتساوى الموت والحياة ..
كنت أول الصاعدين يا شيخ الثوار يوم اللقاء في "سمخ" ، فما أرجفتكم مدافع وطائرات الإنجليز ، وكنت تعرف أن مهر فلسطين غال ، ويرخص له الرجال ، وأغلى المهور الدم والمهج والأرواح فبذلتها ، واستقبلت الرصاص بصدرك قائما على ظهر فرسك مقبلا فارسا ..
يا شهيد فلسطين الأول وقد تبعك الأردنيون ، ونثروا أرواحهم على مدن فلسطين ، وتحت زيتونها وبساتينها سكنت أضرحتهم ، ونافحوا ضد عدوهم حتى لا يتقوّل عليهم أن الأردنيين تركوا القدس وجاراتها ، فكانت دونهم الدم واللحم الذي إختلط بالبارود، وروح وعرة وشجاعة لا يدانيها الفولاذ ، ووميض عيونهم تساهر المدى .
اليوم يا شيخنا الأردنيون بعد مئة عام لا يقبلون دون فلسطين ، ولا يتنازلون عن شبر منها ، وصوتهم صوت محمد بن عبدالله : "والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك الأمر لن أتركه ... " .. من قال أن فلسطين تستبدل بالمال ، من قال أن سماسرة الأوطان وتجارتهم الخاسرة ستمرّ على الأردنيين .. من قال أن دم أكثر من ٦٠٠ شهيد من جيشنا العربي على أرض فلسطين سيذهب هدرا ...
من قال أننا سننسى حابس المجالي وعبدالله التل ونواف جبر الحمود ومنصور كريشان وصالح شويعر والعيط مطر وهيكل الزبن وصالح ابوالفول ومئات القادة والعسكر الذين رسموا قصصا من البطولات على أسوار القدس وحاراتها ، ونابلس والخليل وطوباس والشيخ جراح وتل الذخيرة ، أنهم الذاكرة الأردنية الممهورة بالكبرياء والفخر ، وأنهم الوجدان الذي لا يتغير ولا يستبدل .
يا شيخ الثوار والشهداء ، العهد هو العهد ، والدم هو الدم ، لم يتغيّر الأردنيون وفاء لفلسطين ، ربما سنجوع وربما سنعطش ، ربما ستضيق الدنيا علينا قليلا ، ولكن لن نقبل أن نخذل دمعة أم فلسطينية ، أو نخون دمك ودم الشهداء ، وتجوع الحرة ولا تأكل بثدييها ، ويذهب الناس وتبقى مواقف الرجال والتاريخ لا ينسى .
عاشت فلسطين