وكالة الطاقة الدولية: الاستثمارات يجب أن تسترشد باتفاق «كوب28»
الشريط الإخباري :
قال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لـ»وكالة الطاقة الدولية»، أمس الجمعة أن استثمارات الطاقة ينبغي أن تسترشد باتفاق مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ «كوب28» لتعجيل التحول بعيداً عن استخدام الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز) في هذا العقد.
وأضاف في مقابلة مع رويترز «بعد كوب28، يجب على الحكومات والشركات والمستثمرين أن يبلغوا الناس في أنحاء العالم بالتحركات التي يتخذونها لإبعاد العالم عن (استخدام) الوقود الأحفوري».
واتفقت الحكومات في وقت سابق هذا الأسبوع في قمة المناخ في دبي على التحول عن استخدام الوقود الأحفوري لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ.
وقال بيرول أن اتفاق «كوب28» شمل بعض التوصيات التي كانت «وكالة الطاقة الدولية» تضغط من أجل تطبيقها، بما في ذلك مضاعفة سعة الطاقة المتجددة ثلاثة أمثال، ومضاعفة كفاءة الطاقة بمثلين بحلول 2030، لكن الاتفاق لم يتطرق إلى كيفية تمويل التحول إلى استخدام الطاقة النظيفة في الدول النامية.
وأضاف بيرول أن هذا هو التحدي الرئيسي في موتمر المناخ المقبل «كوب29» الذي سيعقد في باكو والذي سيكون الأولوية القصوى التي تبحثها وكالة الطاقة الدولية مع زعماء العالم ورئاسة كوب29».
ورفعت الوكالة أمس الأول توقعاتها لحجم الطلب على النفط في العام المقبل، مشيرة إلى أن آفاق استخدام النفط على المدى القريب تظل قوية.
وأشار بيرول إلى أن بعض الجهات في قطاع الطاقة تعارض التغيير. وتابع «يفشلون في الاختبار لو كان الاختبار هو ما إذا كانوا سيشكلون جزءاً من رحلتنا لتحقيق أهدافنا للمناخ».
من جهة ثانية قال بيرول في مقابلة صحافية مع وكالة الصحافة الفرنسية «أ ف ب» نوردها أدناه أن قرارات «كوب28» لم تتناول تمويل تحول الطاقة في دول الجنوب وهو أمر أساسي لمكافحة الاحتباس الحراري العالمي.
■ كيف تنظر إلى هذا الاتفاق؟
* فور صدور القرار، هنأتُ (رئيس مؤتمر كوب28) سلطان الجابر وكلّ الدول التي عملت جاهدة من أجل تحقيق هذه النتيجة.
أهمّ ما في الأمر هو أن مئتي دولة اتفقت على اتجاه لنظام الطاقة العالمي. من الآن فصاعداً سيتوجب على الحكومات وقطاع الطاقة والاستثمارات (…) أن تقول بوضوح ما الذي ستفعله لتسريع التحول بعيداً من الوقود الأحفوري في السنوات الست المقبلة. والآن سيكون من حق الجميع أن يسألوا رئيس شركة نفطية أو رئيس حكومة كيف ستساهم هذه القرارات في هذا التحرك. إنها نقطة أساسية وأنا سعيد بوصولنا إليها.
حددنا خمسة شروط لنجاح «كوب28»، ثلاثة منها تم قبولها، وهي مضاعفة النمو في الكفاءة في استخدام الطاقة وزيادة الطاقات المتجددة ثلاثة أضعاف وتراجع استخدام الوقود الأحفوري. كما تمت مناقشة مسألة انبعاثات غاز الميثان. ما ينقص إلى حد كبير هو كيفية مساعدة الدول النامية على تمويل تحولها إلى الطاقة النظيفة.
■ لا يضع هذا الاتفاق مساراً محدداً. كيف يُمكن أن يُترجم في الواقع؟
* أعتقد أنه يُعطي إشارة لا لبس فيها إلى المستثمرين مفادها: إذا واصلتم الاستثمار في الوقود الأحفوري، فقد تتعرضون لمخاطر تجارية جسيمة. إنها أيضاً إشارة للمستثمرين إلى أن الطاقات النظيفة أكثر ربحية مما يمكن لكثيرين أن يتصوروا.
ليس سكان لندن أو باريس وحدهم من يطلقون ناقوس الخطر بشأن تغير المناخ، بل يزداد عدد الناس في كل مكان من نيودلهي إلى جاكرتا الذين يرون ارتباط ذلك بالوقود الأحفوري وسيمثل ذلك مشكلة كبيرة بالنسبة لقطاع المحروقات والمستثمرين فيه.
■ تُسلطُ الضوء عادة على نقص التمويل للطاقات الخالية من الكربون في البلدان النامية. هل ترى أي تحرك في هذا الاتجاه؟
* إنها مشكلة كبيرة. في اتفاق باريس حول المناخ (في العام 2015)، وصلت الاستثمارات العالمية في الطاقات النظيفة إلى ألف مليار دولار. هذا العام، وصلت إلى نحو ألفَي مليار. لكن هذا التقدّم يتعلق بالاقتصادات المتقدمة والصين. في حين أن الاستثمارات في سائر أنحاء العالم ثابتة، صفر نمو! إنها مشكلة يواجهها الجميع. فحتى لو وصلت أوروبا مثلاً إلى صفر انبعاثات، سيراوح تغير المناخ مكانه في حال حافظت الانبعاثات في الدول الأخرى على مسارها الحالي. الانبعاثات ليس لديها جواز سفر! هذا كان العنصر المفقود من مؤتمر «كوب28».
■ هل سيكون هذا الموضوع أكبر قضية خلال «كوب29»؟
* سيكون هذا التمويل أولوية رئيسية لـ»وكالة الطاقة الدولية» في «كوب29». في ما يخصّ كيفية وضع الآليات المناسبة بدءاً بوسائل خفض تكلفة رأس المال وصولاً إلى توفير تمويل ميسر من جانب المؤسسات الدولية…سوف نقترح سلسلة من التوصيات.
+ يَرِد تسريع اللجوء إلى الطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة بين المشاريع الكبرى للدول. هل العالم يسير على الطريق الصحيح؟
* لسنا على الطريق الصحيح. السؤال الآن هو كيف سيُترجم هذا الهدف إلى إجراءات ملموسة في الدول.
■ أعرب خبراء عن استيائهم من صمت «كوب28» بشأن المواد البلاستيكية التي تستهلك النفط وغياب الإشارة إلى الغاز كطاقة انتقالية. هل يمثل ذلك مشكلة؟
* لا نرى أن الغاز سيسمح لنا بتحقيق هدف إبقاء الاحترار (ارتفاع حرارة الأرض) عند 1.5 درجة مئوية عما كانته قبل الثورة الصناعية. يجب أن يخفّ وبسرعة. لكن تختلف الحالات، فأوروبا ليست أفريقيا مثلاً.
لكن بالنسبة لي، المعلوم هو أن مئتي دولة وقعت وثيقة لتقول وداعاً للوقود الأحفوري. الاتجاه واضح جداً ولا طريقة لتغييره حالياً: فات الأوان وانتهى الأمر! بالطبع يتم استخدام الطاقة في البتروكيميائيات. لكن كل شيء عبارة عن طاقة، ولن أحاول التمييز: نحن نتحدث عن نظام الطاقة وسنحاسب الأشخاص الذين لن يتخذوا قرارات تتماشى مع «كوب»29، وهذا واضح جدًا بالنسبة الينا.