جنايات عمان تبرئ فضيلة الشيخ جمال البطاينة مدير أوقاف العاصمة من قضايا فساد كيدية
الشريط الإخباري :
أصدرت محكمة جنايات عمان بهيئتها المكونة من القاضيين إميل الرواشدة ومرزوق العموش، حكمها اليوم ببراءة فضيلة الشيخ جمال البطاينة مدير أوقاف العاصمة من قضايا فساد كيدية أحيكت ضده في عهد وزير أوقاف اسبق.
حيث نظرت المحكمة في القضية منذ شهر تشرين أول الماضي وقد استمعت المحكمة خلال جلسات المحاكمة إلى 29 شاهد نيابة وخمسة شهود دفاع، وأصدرت المحكمة حكمها اليوم ببراءة البطاينه من التهم التي نسبت إليه.
واصدر فضيلة الشيخ جمال البطاينة بيانا أشاد فيه بالقضاء العادل الذي أنصفه واظهر أمام الملأ بأنخ بريء مما الصق به من تهم كيدية باطلة هدفت للنيل من سمعته واخلاصة في وظيفته التي يشهد له القاصي والداني انه مثال للموظف المنتمي للوطن والمواطن والملك وأداء رسالته الإسلامية على أكمل وجه. كما هدفت لتشويه صورته بين أفراد أسرته وعشيرته وكل من يعرفه.
وقد أوضح الشيخ البطاينه في بيانه الذي أصدره اليوم حيثيات التهمة وما رافقها من رحلة عناء وتعب من اجل إظهار براءته وجاء في البيان : بسم الله الرحمن الرحيم (اللهم لك الحمد في الأولى والآخرة) وبعد أن قال القضاء كلمته فبالحق أنطقه وبالحق نطق. الحمد لله حمد الصابرين المحتسبين ناصر الحق بالحق. والصلاة والسلام على حبيب رب العالمين. أيها الأهل والأصحاب أربعة عشر شهراً حسوماً كان الأهل والأصدقاء والأوفياء فيها يترقبون كأنهم أعجاز نخلٍ خاوية وبأمر الله وفضله فقد جاء البشير ليعلن حكم المخلوق بالبراءة وأرجو أن يكون حكم الخالق كذلك يوم القيامة.
أربعة عشر شهراً عجافاً فيا لله كم رفعت فيها أكفٍ ضارعة وذرفت فيها من عيون دامعة وارتعدت فيها من قلوب مشفقة ترجو الرحمة والمغفرة والبراءة والعتق من النار. وها هو اليوم وقد صدر القرار مجلجلاً صادعاً بالحق وناطقاً بالعدل. أيها القضاة العدول... أحمد الله أن أنار بالفضل والعلم والعدل طريقكم وألهمكم قول الحق فصفَّيّ وجدانكم بالصدق فأنطقكم بالحق والعدل وما ذلك إلا دليل توفيق الله تعالى لكم لتمحيص الحق وتكريس العدل فكما أصدرتم قرار براءتي فإني لأرجو الله أن يحكم لكم بالبراءة من النار يوم القيامة فلكم من الشكر أجزله ومن الثناء أحسنه لما بذلتم ومَنْ عَمِلَ معكم من موظفين وزملاء طوال ثمانية أشهر من جهدٍ مضني لا يعلم مَشَقَّتَه إلا الله تعالى فجزاكم الله خير الجزاء. أما أنتم أيها الأهل الأوفياء والأصدقاء الفضلاء والأحباب الكرماء..... فكم كنتُ ألمس الترقّب في عيونكم والأمل في وجدانكم وانتم تبتهلون في الدعاء أن يُظهر الله على ألسنة القضاة الحق وأن يُنطقهم بالعدل وقد كان. لقد كنتم واثقين من نظافة صاحبكم وسلامة صدره ويده من كل إثم، أرى نظراتكم تُعبِّر عن مكنون ذاتكم . كنتُ أُحس بأنكم تشاطرونني الألم وتُقاسمونني السهر فكم أنا مدين لكم بالشكر سادتي .. ومنكم رجال سبقوا.... فسهروا ....وبذلوا .... وكتبوا وقدّموا سهروا ليالٍ طوال... عكفوا على سبرِ غورِ أوراق قضية تمت فبركوها ..همهم اغتيال الشخصية والإساءة إلى الفضلاء وتقبيح صورة الأوفياء. فقط لأنهم رأوا في منافساً لهم على حُطام مناصب زائلة ومراكز تافه ظناً منهم أنهم فيها دائمون...!! ولو آمنوا لعلموا أن الدنيا لو دامت لغيرهم ما وصلت إليهم. (إنّا لَنَنصر رُسُلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد) غافر 51 أولئك الرجال الأوفياء الذين بذلوا الجهد أكمله والسهر أطوله وهم يمحصون ويقارعون ويكافحون من أجل تجلية الحق وبيان الحقيقةِ وإثبات البراءة وهل لمثلي على تقديم الشكر والعرفان لهم قِبلاً ؟!!! بأي ألفاظ الشكر أشكرهم!!! فأضرع للقادر العظيم أن يوفيهم حقهم وقد صنعوا أكبر معروف ورسولنا عليه السلام يقول ( من صنع إليكم معروفاً فكافؤه فإن لم تجدوا ما تكافؤه به فدعوا الله له حتى تروا أنكم كافأتموه) فجزاكم الله خير ما جزي صديقاً وفيّاً عن صديقه. أربعة عشر شهراً كانت أيامها معتمة ولياليها حالكة وفتراتها قاتمة عصيبة، غربة لأهل الحق شديدة. لكنها في موازين الحق والعدل مطمئنة فما من محنةٍ تمر بمسلمٍ إلا ويعقبها مِنحة.... والعسر أبداً يعقبه اليسر. فكم كان البلاء مؤلماً ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزُلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب). وهناك جنودٌ مجهولون لا يعلمهم إلا الله كان ديدنهم التبتل والدعاء رهبانُ ليلٍ وفرسان نهار شرفاء اقتصروا دورهم على مناجاة الحق لطلب الحق تجافت جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم دعاء المضطرين ويسألونه سؤال الملهوفين فلهم من الله الأجر وحسن الثواب. فاليوم يفرحون بنصر الله تعالى ( ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم) 5 الروم أما أولئك الذين جرفهم التيار .. لقد خاب فألهم وطاش سهمهم وانقلبوا على أعقابهم خاسرين (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون) 19 النور.
وأما أسرتي وآل بيتي فما زالت دموع أعينكم التي ذُرفت ومنظر الدماء التي تدفقت لا تفارق لي عيناً ولا قلباً. فالحمد لله وقد أظهر الله الحق ناصعاً جلياً إذ جاء كالشمس في رابعة النهار.… أحمد الله إليكم فقد أرضاكم بالحق والعدل وطمأن قلوبكم فلكم الود والحب. ولثلة الأخيار والقلة الأطهار الذين عاشوا الحدث في قلبهم وقالبهم في عقلهم ووجدانهم وبذلوا ودافعوا وكافحوا من أجل إحقاق الحق وتكريس العدل أقول: والمهجةُ مني تتَّقد لقد كنتم كما عهدُنا بكم أوفياء أمناء أصفياء أجلاء أرجو الله أن يُثقِّل بهذا الجهد موازينكم يوم القيامة. مؤكداً للجميع أنني سأبقى كما العهد داعية خير وود أذود عن حياض العقيدة رافعاً راية الحق والعدل والفضيلة ما حييت. ليبقى هذا الحمى وطن عز وعنوان كرامة وفضل والله أكبر.
الشيخ جمال البطانية... للحادي عشر من تموز للعام التاسع عشر بعد الألف الثانية الميلادية