أبو مرزوق: هكذا يجب مواجهة مشروع ضم الاحتلال للضفة

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
أكد موسى أبو مرزوق، رئيس مكتب العلاقات الدولية في حركة حماس، أن مواجهة مشروع ضم الضفة الغربية لدولة الاحتلال، يكون من خلال برنامج وطني وحدوي فلسطيني أساسه المقاومة والخروج من التسوية.

وتتصاعد الإجراءات الإسرائيلية لضم الضفة الغربية والأغوار، مع دعم أمريكي، وصمت عربي، وخلل في إدارة العملية السياسية على المستوى الوطني الفلسطيني.

وتمثل الضفة الغربية موقعا سياسيًّا واستراتيجيًّا وسكانيًّا، ونظرا لذلك يرى مراقبون بالشأن الفلسطيني، أنه من الضروري التوقف عند التهديدات الإسرائيلية من مشروع الضم هذا، وتحديد سبل مواجهته.

وفيما يلي نص حوار أجري مع أبو مرزوق:

تقديركم للخطوات الإسرائيلية لضم الضفة الغربية.. إلى أي مدى سينفذ المخطط؟
لا بد لنا أن ندرك طبيعة المشروع الصهيوني التوسعي القائم على الوصول لأهدافه عن طريق التدرج والعمل خطوة خطوة.. والاستناد للدول الكبرى في العالم وصولاً إلى قيام دولة يهودية على أرض فلسطين التاريخية، واستجلاب يهود العالم لها، وطرد سكانها الأصليين من أرضهم وديارهم.

اليوم، هناك خطة إسرائيلية بدأت مع احتلال الضفة الغربية عام 1967 بزرع مستوطنات في غرب الضفة الغربية وشرقها على شكل كماشة تضيق على الضفة الغربية، وهي ما تسمى الآن بمنطقة الأغوار، وتشكل 30٪؜ من مساحة الضفة الغربية.

وفي الغرب، المناطق التي فصلها جدار الفصل العنصري، وهي تشكل الآن 18٪؜ من مساحة الضفة الغربية، وتشمل كذلك مستوطنات القدس، وهي كذلك تقسم الضفة الغربية إلى قسمين: جنوب الضفة وشمالها. وتم في هذا السياق توسيع القدس لتصبح 55 كلم مربع أي 10٪؜ من مساحة الضفة الغربية.

وجاءت الخطة الأمريكية لتتبني هذا التصور الصهيوني، وتضيف إليه مستوطنات أخرى في قلب الخليل، ومرتفعات نابلس، وحول جنين وبقية المرتفعات في الضفة الغربية، بالإضافة إلى مصادرة المياه في الضفة.

وهذه هي المرحلة الثانية من التوسع الصهيوني لضم 40% من الضفة الغربية، ولذا؛ الخطة موضوعة، والمتحدث من الإدارة الأمريكية وتحالف أزرق أبيض مع نتنياهو سيضع هذه الخطة في مرحلتها النهائية موضع التنفيذ.

ما هي الأهمية الوطنية والاستراتيجية للضفة ومكانتها؟
الضفة الغربية هي لب الصراع في ‏مرحلتنا الحالية، ويسكنها 3 مليون فلسطيني ويستوطنها 750 ألف مستوطن، وهي لب الاتفاقيات بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني.

وبإنفاذ مخططاتهم، لا يكون للاتفاقيات أي معنى، وبهذا يكون العدو الصهيوني قد تجاوز الاتفاقيات وألغى المعاهدات، وقتل فكرة حل الدولتين، ‏وفي نفس الوقت وجود هذا العدد من الفلسطينيين في الضفة الغربية، وتمسكهم بأرضهم وبالإضافة إلى سكان قطاع غزة 2 مليون فلسطيني، وفلسطينيي الـ 48 وعددهم مليون ونصف ما يجعل ‏المعادلة الاستراتيجية للدولة اليهودية المنشودة أمر عسير.

أي من ناحية استراتيجية تم إلغاء الاتفاقيات الموقعة، والتي لم تكن يوماً لصالح الفلسطينيين لجوءًا إلى استراتيجية منشودة لن تتحقق، ولكن هذا يتطلب استراتيجية وطنية فلسطينية بعيدا عن أوسلو التي تم تجاوزها من الصهاينة وآخذة في الاعتبار شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده، ومرتكزة على المقاومة، وتعيد الاعتبار لطبيعة المرحلة التي نعيشها، وهي مرحلة تحرر وطني، ومن ثم الحديث عن بناء دولة فلسطينية على أرضنا المحررة.

قراءتكم للمواقف السياسية العربية والدولية من الضم؟
لعلي هنا أعكس المواقف المعلنة من الدول العربية والدولية من الخطة الأمريكية الإسرائيلية لمستقبل الضفة الغربية، حيث إن هناك إجماع فلسطيني على رفضها، وهناك شبه إجماع دولي على رفضها، واستحالة حلِّها وهناك كذلك إجماع عربي على رفضها ما دام الفلسطينيون يرفضونها.

إلا أن بعض الدول العربية، ولاعتبارات متعلقة بالضغوط الأمريكية، طلبت دراسة المقترحات في الخطة الأمريكية، والتروي في اتخاذ المواقف.

ولكن لا أعلم أن هناك دولا وافقت على الخطة الأمريكية كما وردت، وخاصة المتعلقة بضم المستوطنات والأغوار والقدس إلى الكيان الصهيوني، ومن قبل تم رفض قرار أمريكا بنقل السفارة، وكذلك رفض القرار الأمريكي الخاص بالأونروا واللاجئين.

ما هي مخاطر الضم على القضية الفلسطينية؟
 المخاطر نستطيع إيجازها بالآتي:
١- مسار تقطيع أوصال الضفة ومنع التواصل بين مدنها وقراها وبين محافظاتها؛ حيث أصبحت الضفة الغربية ٢٨ جزءا لا صلة جغرافية بينها سوى الطرق الإسرائيلية أو الأنفاق.
٢- مصادرة المناطق الزراعية الخصبة، والمناطق المقدسة، ومصادرة المياه العذبة، مما يجعل الضفة بلا موارد حقيقية للثلاثة ملايين نسمة.
٣- إنهاء حلم ما يسمى بدولة فلسطين على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، والقدس عاصمة لهذه الدولة.
٤- عزل الضفة الغربية عن محيطها العربي عبر الأردن، وحيث الروابط بين سكان الضفة والأردن لا يمكن فصلها أو تجاوزها.
٥- سيطرة إسرائيلية كاملة على الأرض والإنسان الفلسطيني، وتصبح كل مقدرات شعبها رهينة بيد الاحتلال، بل تصبح مقدراتنا الاقتصادية جزءًا من عجلة الاقتصاد الإسرائيلي. 

رؤية حركة حماس لمواجهة الضم؟
أولا: وحدة الشعب الفلسطيني وإنهاء الانقسام. 
ثانياً: صياغة برنامج وطني جامع لمواجهة المخططات التي تستهدف قضيتنا الوطنية وقاعدته الأساس هي المقاومة.
ثالثاً: تعبئة الشعب الفلسطيني لمواجهة هذه المخططات، وعدم الاستسلام مهما كان الثمن.
رابعاً: إنهاء الاتفاقيات الموقعة، وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب ولو أدى ذلك لرحيل بعض القيادات في السلطة الفلسطينية إلى الخارج
خامساً: التحرك في عمقنا العربي مساندة ودعماً لقضيتنا الفلسطينية وتنسيق المواقف والبرامج.
سادساً: التحرك الدولي والسعي لإفشال هذه الخطة، والاستعانة بكل المنظمات الحقوقية والقانونية والمحاكم الدولية لإنهاء هذا المخطط، وإعطاء الشعب الفلسطيني حريته.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences