الإحتلال الإسرائيلي يعلنها صراحة حرب على الأقصى فماذا ننتظر ..؟!

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

بقلم د. عبد الرحيم جاموس

وزير الأمن الداخلي الصهيوني أعلن سابقا صراحة تبني حكومته فرض تقسيم المسجد الأقصى ... في مقابلة له على إذاعة راديو 90 قال وزير الأمن الداخلي الصهيوني السابق والذي يشغل الآن مندوب الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة جلعاد أردان: (إنه "يجب تغيير الوضع الراهن status quo في المسجد الأقصى حتى يستطيع اليهود الصلاة بشكل فردي، أو جماعي، في مكان مفتوح أو مكان مغلق (أي داخل مبنى) داخل الأقصى") والمكان الذي يقصده أردان كي يخصص للمتطرفين الصهاينة هو # مصلى_باب_الرحمة وساحة الأقصى الشرقية من حوله. 

ماذا بقي بعد هذا الوضوح من وضوح في المخطط الصهيوني؟ والسؤال على ماذا يتفاوض من يعقدون اللقاءات حول مصلى باب الرحمة؟ هل ما زال هناك من يشك أو يتردد بأن معركة الأقصى قد باتت هي جبهة المواجهة الأساسية والمفتوحة على كل الإحتمالات ؟!... وبعد ما تعرض إليه المصلون في المسجد الأقصى من تنكيل على يد الشرطة والمستوطنين ومن اعتداءات وحشية وترويع لهم اثناء تأديتهم لصلاتهم ولشعائرهم الدينية في يوم عيدهم الأكبر عيد الأضحى .... فهل بقي ما يخفيه الاحتلال ؟!

نعم إنها الحرب المعلنة على القدس وفي القدس وعنوانها الأقصى وهو الهدف ... وما الإقتحامات اليومية لقطعان المستوطنين الصهاينة له يوميا بالعشرات والمئات وتحت الحراسة الرسمية للإحتلال وعسكره وإقامة الطقوس اليهودية فيه دون وجه حق إلا اعلان سافر عن هذه الحرب ... وترويع المصلين المسلمين فيه ومنعهم منه احيانا ...

إلا مقدمة لإجراء تغيير الوضع القائم فيه إلى وضع يد الصهاينة المتطرفين عليه ...!

أو اقتسامه (زمانيا ومكانيا) وفرض ذلك بالقوة....!

دون اخذ أي اعتبار للمناشدات العربية والدولية المتكررة بعدم الإقدام على أي اجراء يستهدف أو من شأنه تغيير الوضع القائم فيه وفي القدس منذ وقوع القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي في الخامس من حزيران للعام ١٩٦٧م ..... إلا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقدم على تنفيذ خططها الهادفة إلى التغيير الجذري في وضع الأقصى خاصة ووضع مدينة القدس عامة على طريق تهويدها وتهويد الأقصى وابعاد المسلمين عن الأقصى والقدس معا ...

فقد وضعت هذه السياسات العدوانية ... ووضعت الخطط والميزانيات لتنفيذها خطوة خطوة وبدأت وتتصاعد يوما بعد يوم ... ولا تجد من يواجهها فعلا ويقف في طريقها سوى أهل القدس .... وما تبقى من عرب ومسلمين مشغولين بقضايا اخرى أقلها التطبيع مع الكيان الصهيوني نفسه إلى درجة التغزل بالجيش الصهيوني في قدرته على ردع الفلسطينيين للأسف وقد بات الامر وكأنه لا يعنيهم من قريب أو بعيد ... مكتفين بالفرجة على ما يصلهم من صور التنكيل الصهيوني بأهل القدس وبالمرابطين والمدافعين عن بقائهم في مدينتهم وعن قداسة مسجدهم الأقصى المبارك والذي هو القبلة الأولى للمسلمين جميعا ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم....

ماذا ينتظر العرب والمسلمين أمام هذا الوضوح الواضح .... لخطط الصهاينة بشأن القدس والأقصى ... (هل فعلا كما يقول بعض المستعربين أن القدس اصبحت قضية من لا قضية له) اليس عليهم واجب النصرة لأهل القدس وفلسطين ....! وعليهم أن يهبوا للقيام بما يتجاوز مواقف الشجب والإدانة والاستنكار إلى ميادين الفعل الرادعة سياسيا واقتصاديا وديبلوماسيا على الأقل .... واستعمال كافة الأوراق المتاحة والتي يمكنهم أن يفعلوها في وجه هذه الغطرسة الصهيونية والمتدثرة بالتغطية والدعم والمباركة الأمريكية؟

وماذا ينتظر العالم المتمدن والمدافع عن حقوق الانسان في كل مكان إلا في فلسطين ... وماذا تنتظر أجهزته الأممية المتعددة التي اصدرت العشرات من القرارات الدولية بشأن القدس وعدم تغيير الوضع القائم فيها منذ وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي .. لتنفيذ بعض قراراتها وتوصياته التي ضرب بها الكيان الصهيوني عرض الحائط....؟!

إن خطط الكيان الصهيوني الهادفة إلى تقسيم الأقصى بل والهادفة إلى تدميره تقود إلى اضفاء الطابع الديني على الصراع وتكريسه....

وهذا ينذر بإنطلاق موجة عنف لن تتوقف ابدا ولن تقتصر على القدس وحدها ... مالم تتراجع سلطات الاحتلال عن خطط التهويد والتدمير القائمة والجارية على قدم وساق ودون توقف للأقصى خاصة وللقدس عامة.... 

إن هذا لا يتأتى ولن يحصل طوعا من قبلِ سلطات الاحتلال دون موقف عربي إسلامي واحد وموحد وفاعل ...

وموقف دولي ضاغط وحازم ورادع لسلطات الاحتلال.... 

المقدسيون والفلسطينيون وحدهم بالتأكيد سيستمرون في الصمود والدفاع عن مقدساتهم وحقوقهم دون هوادة رغم كافة الإجراءات التي يتعرضون إليها من قمع وتنكيل وتدمير للمنازل وقتل واعتقال وتعذيب على يد سلطات الإحتلال الغاشمة، حتى ينضم إليهم اشقاءهم وانصارهم واصدقاءهم في العالم في معركة الدفاع عن حقهم المشروع في البقاء في مدينتهم وحماية مقدساتهم ....

حتى ترتدع سلطات الاحتلال وتتوقف عن تنفيذ سياساتها وخططها الجهنمية والعدوانية الهادفة إلى السيطرة المطلقة على الأقصى وعلى المدينة المقدسة.... 

ووقف سياسات التهويد التي تنتهجها ..... والهادفة إلى تغيير الطبيعة الديمغرافية والجغرافية للقدس....

نعم لقد باتت المواجهة اليوم حتمية ومستمرة في القدس وعلى القدس وفي القلب منها على المسجد الأقصى ..!

فهل يدرك العرب والمسلمين خطورة هذه المواجهة وما تفرضه عليهم من واجب الدعم والمساندة والتخلي عن سياسة دفن الرأس في الرمل ..... ويرتقوا في مواقفهم وسياساتهم رسميا وشعبيا إلى ما تفرضه عليهم من تحدي سافر....؟؟!! 

لم يعد الوضع في القدس يحتمل التسويف والانتظار اكثر بعد كل هذا الوضوح في سياسات الاحتلال واستهدافاته.....

وقبل كل ذلك هل تدرك كافة القوى السياسية الفلسطينية اهمية وضرورة انجاز الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام والإلتفاف حول القيادة الشرعية في هذه المرحلة الخطيرة من مراحل الصراع....؟؟؟!!

على الكل أن يتحمل مسؤولياته التاريخية فلسطينيا وعربيا واسلاميا ومسيحيا وعالميا لمواجهة هذا التطرف والغي الصهيوني الأمريكي والذي يسعى إلى تديين الصراع ويهدد السلم والأمن في المنطقة وفي العالم أجمع....

د. عبد الرحيم جاموس

رئيس المجلس الإداري للاتحاد العام للحقوقيين الفلسطينيين

عضو المجلس الوطني الفلسطيني

الرياض 13/08/2020م

Pcommety@hotmail.com
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences